نسعى لاستدامة الحياة العملية .. واستكشاف علماء صغار هدفنا


رئيس مدينة الطفل نايلة المنصوري لـ"الحكومة الذكية"

أكدت نايلة المنصوري رئيس مدينة الطفل التابعة لبلدية دبي سعي المدينة إلى ترسيخ الابتكار بين زوارها من الأطفال من أجل بناء جيل يحاكي مستقبل مجتمع المعرفة بما يحمله من تخصصات علمية مستحدثة، فضلاً عن قدرته على مواكبة المتغيرات العالمية والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم بصورة يومية.

ومن أجل هذا الهدف أعدت المدينة مجموعة من الورش والدورات العلمية المتنوعة التي تستهدف الأطفال من عمر عامين وحتى خمسة عشر عاماً، من منطلق إيمانها بأن كافة المهارات التي يكتسبها الطفل في هذه المرحلة المبكرة من عمره تؤثر فيه حتى بلوغ المرحلة الجامعية، لذا أخذت المدينة على عاتقها تنمية وتعزيز مهارات الأطفال عبر دورات عملية تفاعلية تعتمد على التقنيات الحديثة.

وأوضحت المنصوري في حوارها مع "الحكومة الذكية"، أن المدينة تستهدف استدامة البيئة التعليمية وتعزيز مهارات الأطفال واستكشاف المبتكرين في مرحلة عمرية مبكرة، الأمر الذي يسهم في توفير بيئة علمية مستدامة عبر المزج بين الترفيه والتعليم.

ولدعم الابتكار ولتحويل القراءة إلى عادة يومية بين النشء قالت المنصوري في حوارها إن المدينة بصدد تدشين مركزين للابتكار وآخر للقراءة، مشيرة إلى أن المدينة ستدعم الأول الذي من المتوقع افتتاحه مع بداية العام الأكاديمي المقبل، بمعدات علمية وأدوات تصنيع بسيطة، حتى يتمكن الأطفال من تحويل أفكارهم إلى أرض الواقع.. عن كل ما يخص مدينة الطفل ودعم الابتكار كان الحوار التالي:

 

من الوهلة الأولى ومن الاسم قد يعتقد البعض أن مدينة الطفل تقدم فقط مناشط ترفيهية .. فما صحة هذا الاعتقاد؟

 

في الحقيقة تمزح المدينة بين الترفيه والتعليم عبر تقديم كوكتيل من الأنشطة المتنوعة التي تسعى إلى استدامة البيئة التعليمية وتعزيز مهارات الأطفال لاستكشاف المبتكرين في مرحلة عمرية مبكرة، وهو ما يتفق مع استراتيجية الإمارات التي تستهدف الاستثمار في الإنسان عبر توفير البيئة الخصبة والمناسبة التي تحفزه على استخراج طاقاته والمساهمة في التقدم الحضاري الذي تشهده الدولة في الوقت الحالي.

وتعتبر مدينة الطفل أول مدينة تعليمية مخصصة للأطفال من سن عامين وحتى خمسة عشر عاماً في دولة الإمارات، حيث تشجع الناشئة على البحث والاستكشاف عبر اللعب ليخرج بمعلومة علمية مفيدة. وصممت المدينة لكي يمارس الأطفال هواياتهم المفضلة عبر زيارة أقسام المدينة المتنوعة سواء عن طريق مدارسهم أو من خلال الزيارات العائلية.

وتحوي مدينة الطفل أقسام عرض مختلفة مثل معرض جسم الإنسان ومعرض علوم الأرض ومركز الطبيعة والفضاء والحاسوب والاتصالات والقبة السماوية.

وتقدم المدينة فعاليات تعليمية وترفيهية للطفل والمجتمع، حيث يخضع الأطفال لدورات لتصميم وتنفيذ برامج علمية وفق أفضل الممارسات العالمية التي تخدم المناهج الدراسية المعتمدة، مع توفير أفلام علمية وعروض تفاعلية حية لتنمية مدارك ومهارات الأطفال المعرفية.

 

وماذا عن اهتمامات المدينة بالابتكارات والاختراعات؟

أخذت المدينة على عاتقها منذ اللحظة الأولى، تشكيل وعي الأطفال علمياً ودعم الموهوبين منهم عبر توفير البيئة المناسبة التي تساعدهم على إخراج طاقاتهم الإبداعية الكامنة في تنفيذ ابتكارات واختراعات تعود على المجتمع بالفائدة.

وتركز أنشطة المدينة على تدريس مختلف المجالات العلمية مثل الفضاء والاتصالات والكمبيوتر عبر الاستعانة بطرق علمية سهلة وتسخير وسائل تعليمية تحفز الأطفال على دراسة العلوم المختلفة.

وهل توفر المدينة دورات علمية متخصصة لاستقطاب الأطفال الموهوبين؟

بالطبع هناك فعاليات علمية كثيرة تنظمها المدينة وتسعى إلى استقطاب الكوادر الموهوبة ومن هذه الفعاليات أسبوع العلوم الذي يضم مجموعة من الأنشطة والبرامج التعليمية المتنوعة، ويأتي هذا الأسبوع في إطار حرص المدينة على تعزيز وتعميق ثقافة العلوم والتكنولوجيا وتقديم خدمة تعليمية ترفيهية إلى الأطفال من خلال أفكار متنوعة وعروض مختلفة وأنشطة وبرامج مصاحبة لها.

كذلك يستهدف الأسبوع العلمي ربط مفاهيم العلوم من خلال التجارب والعروض العلمية المنوعة وترسيخ أهميتها ونشر ثقافة المعرفة لدى الأطفال وذويهم.

ويحقق الأسبوع استراتيجية المدينة التي تستهدف العناية بذوي الفئات السنية الصغيرة في مجال العلوم والتقنية، وتحقيق التواصل الفاعل معهم على اختلاف فئاتهم العمرية لبناء بيئة علمية حقيقية تنشر التفكير العلمي، وتسهم في بناء قاعدة يكون لها دور فاعل في المجتمع.  

 

تولي دولة الإمارات أهمية كبيرة للابتكار حتى أنها خصصت عاماً له، فماذا عن موقع الإبداع والابتكار داخل المدينة؟

تخصص المدينة سنوياً يوماً للابتكار توجه فيه الدعوة لكافة مدارس الدولة من أجل المشاركة في التجمع العلمي المخصص لرعاية الأطفال الموهوبين ممن لديهم ابتكارات علمية أو تقنية أو أدبية أو فنية، وفيه يدخل الطلبة مباراة للفوز بلقب أفضل ابتكار.

بالإضافة إلى ذلك، المدينة بصدد تدشين مركز للابتكار والذي من المتوقع افتتاحه مع بداية السنة الأكاديمية المقبلة خلال شهري سبتمبر أو أكتوبر من العام الجاري، بالإضافة إلى آخر للقراءة، وسنبذل جهدنا لتزويد المركز الأول بمعدات علمية وأدوات تصنيع بسيطة، حتى يتمكن الأطفال من تنفيذ أفكارهم بسهولة ويسر.

 

 

وهل تمتلك المدينة فريق تعليم يعمل على ابتكار برامج تدريبية أم أنها تستورد هذه الأفكار من الخارج؟

تمتلك المدينة فريق تعليم على درجة عالية من الحرفية يتصدر لعملية تطوير برامج تعليمية لكافة الفئات  العمرية سواء من من 4 إلى 6 سنوات أو من 7 إلى 10 سنوات أو من 10 إلى 15 عاماً، وتتنوع هذه البرامج ما بين ورش تعليم بسيطة إلى ورش علمية ومناقشات في الطاقة المستدامة والعلوم والطيران، فمهمة الفريق هي تطوير البرامج وتقديمها للمجموعات المدرسية.

 

ومما يتكون فريق التعليم؟

يتكون فريق التعليم من رئيس ومجموعة تضم 9 مرشدين مسؤولين عن تقديم العروض اليومية للمدارس والعائلات، فضلاً عن تقديم برامج متخصصة للمجموعات المدرسية وهي برامج ترفيهية وعلمية في الوقت نفسه.

 

وهل تستقطب المدينة علماء من تخصصات مختلفة ليقدموا للأطفال عرضاً حياً لتجربتهم؟

دأبت المدينة على تنظيم مهرجانات علمية عدة تشهد حضور عدد من العلماء الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، حيث تنظم المدينة جلسات حوارية مباشرة بين العلماء والطلبة الموهوبين، الذين يسعون عبر نقاشات ثرية إلى استنشاق جرعة من الثقة والتعلم من تجارب الضيوف من أجل مستقبل علمي مشرق ومستدام.

 

وهل هناك تعاون بين المدينة ومراكز بحثية عالمية؟

تمتلك مدينة الطفل عضوية منظمتين دوليتين هما منظمة المتاحف الأوروبية ونظيرتها الأمريكية، وتعتبر المنظمتان مصدراً رئيسياً لأفضل الممارسات العلمية في العالم، فمن خلال المؤتمرات والأسواق المصاحبة لها والتي ينظمهما المتحفان تطلع المدينة على أفضل الممارسات فتستورد منها ما يتناسب معنا، ما يزيد من خبرة الطلاب.

وقد خولت لنا هذه الشراكة جلب أفضل المتاحف العلمية المتنقلة على مستوى العالم في السنوات الماضية، ولا ننسى أن العام الماضي نظمنا معرضاً عالمياً هو معرض «آفاق جديدة وأبعد» والذي جاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وبدعم من شركة بوينج التي ابتكرت فكرة المعرض في إطار احتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيسها والتي تصادف عام 2016.

تتضمن المدينة قسماً خاصاً بالحاسوب والاتصالات، فهلا تعرفنا عليه؟

في هذا القسم يستكشف الأطفال الأساليب المختلفة المستخدمة في الاتصالات، حيث يتعرفون إلى الأنواع المختلفة للاتصال، من الكتابة إلى الهاتف إلى الوسائل الأخرى. ويدخلون في تجربة عملية لاستخدام هاتف متحرك عملاق ليتعرفوا على كيف تعمل الهواتف المتحركة وكيف تنعكس الموجات الصوتية لتمتد إلى مسافات بعيدة.

وعبر التجربة يتعرف الأطفال على كيفية تحول الصوت إلى ضوء من خلال وضع اليدين في مسار الشعاع الضوئي.

ولأن للحاسوب أهمية خاصة في حياة الإنسان، يسمح هذا القسم للأطفال بالتجول داخل محاكي عملاق لجهاز الحاسوب ليشاهدوا كيف يعمل وكيف يستخدم لتحريك السلحفاة الآلية عبر المتاهة.

ويتضمن هذا القسم معروضات عدة مثل:  الإنسان الآلي، طرق الكتابة، مطابقة الصورة، مقارنة الهواتف، الكلام بالهمس، آلة الفاكس، الهواتف المتحركة، مركز الاتصالات، سباق بدالة الهاتف، لحاسب العملاق، الألياف الضوئية، الاتصال بالضوء، السلحفاة الآلية، البريد الإلكتروني.

وماذا عن عروض القبة السماوية؟

تضم القبة السماوية أجهزة عرض سمعية وبصرية متطورة تقدم عروضاً تعليمية وترفيهية شيقة عن النجوم والكواكب والجوانب العلمية المختلفة. وتعرض على شاشة القبة السماوية النصف دائرية بنظام ثلاثي الأبعاد.

ويستمتع الأطفال بالتعلم من خلال تلك العروض في جو مرح وطرح جذاب، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية ذات النظام الصوتي المتطور، حيث يمكنهم مشاهدة العروض المختلفة التي تتحدث عن الأجسام السماوية من كواكب ونجوم وغيرها، ويرون صوراً حقيقية لتلك الأجسام، وهي عروض تجمع بين الفائدة والمتعة.

التعليقات