منتدى دبي الصحي يتناول الإستثمار في الرعاية الصحية وأثر التكنولوجيا على السلوك


 واصل المشاركون في منتدى دبي الصحي اليوم جلساتهم العلمية والحوارية وركزت الجلسة العلمية الأولى للمنتدى في يومه الثاني على الإستثمار في الرعاية الصحية والدور الايجابي الذي يمكن ان يلعبه القطاع الصحي الخاص في احداث التطور المنشود في الرعاية الصحية بمستوياتها المختلفة.
وتطرقت الجلسة - التي أدارها هشام وين وشارك فيها كل من دايدم بيرنارد وغابي تايون وحمد المطروشي إلى دور الحكومات في توفير الرعاية الصحية لأفراد المجتمع ونماذج الشراكة المتميزة بين القطاعين العام والخاص في بعض بلدان العالم والتي ساهمت بشكل فاعل في تقديم خدمات صحية متميزة لأفراد المجتمع والدور الكبير للقطاع الخاص في دعم استراتيجيات وتوجهات القطاع الحكومي في تطوير المنظومة الصحية وتعزيز تنافسيتها على المستوى العالمي.
واستعرضت الجلسة العلمية العديد من المؤشرات والمقارنات المعيارية بين أنظمة الرعاية الصحية وأولويات الشراكة بين القطاعين العام والخاص وجهود الكثير من حكومات العالم لدعم منظومتها الصحية بالتعاون مع القطاع الخاص والاستفادة من قدراته وامكانياته لتقديم الحلول المبتكرة للتحديات التي يواجهها القطاع الصحي العام.
كما استعرضت الجلسة النجاحات التي حققتها دبي في تطوير وتوثيق العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص في الامارة والمضي معا بطريقة تكاملية في استراتيجية السياحة العلاجية التي قطعت فيها الامارة شوطا بعيدا عزز من موقعها التنافسي على الخارطة العالمية كوجهة مثالية للعلاج والاستشفاء فضلا عن مشروع الضمان الصحي الذي انجزته دبي بكافة مراحله مع نهاية العام الماضي والذي ساهم بشكل فاعل في تعزيز الاستثمار الصحي ودعم حركة التنمية في هذا القطاع الحيوي.
وأكد المشاركون في الجلسة على أهمية توجيه الاستثمار الصحي في المراكز التخصصية التي يحتاجها المجتمع لتقديم خدمات عالية المستوى في التخصص الواحد مثل أمراض السكري والعظام والعمود الفقري وغيرها من التخصصات التي تلبي احتياجات المجتمع في بعض البلدان.
وأشاروا إلى أهمية الاستثمار في الموارد البشرية والتكنولوجيا والتقنيات الدقيقة لتجنب الأخطاء الطبية التي قلت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية بسبب استخدام المؤسسات الصحية لها على نطاق واسع لتعزيز تنافسيتها في الأسواق الصحية واستثمار ذلك في تعزيز ثقة المتعاملين في الخدمات المقدمة لهم .
كما ناقش المنتدى ضمن جلساته العلمية تأثير التكنولوجيا على التصرف السلوكي للأشخاص والدور السلبي للفضاء الالكتروني على حياة الناس في مختلف بلدان العالم.
وقدمت خبيرة علم النفس ماري ايكين محاضرة استعرضت خلالها التأثير السلبي للتكنولوجيا على حياة العديد من أفراد المجتمع والعلاقة الديناميكية الوثيقة بين العالم الحقيقي والفضاء الالكتروني وتأثير الاستخدام المفرط لشبكة الانترنت على الصحة العقلية لدى العديد من المستخدمين.


واستعرضت هرم الحاجات الانسانية ومنها حاجة الانسان للتواصل مع بني جنسه عبر الانترنت مؤكدة أن سلوك البشر يتغير مع استخدام التكنولوجيا التي تنعكس آثارها على الواقع الحقيقي للإنسان سلبا أو ايجابا لافتة إلى الأثر النفسي لشبكات التواصل الاجتماعي على الفرد والأثر الاجتماعي النفسي على أفراد المجتمع.
وتطرقت إلى أثر التكنولوجيا الحديثة على الأطفال والدراسات التي أجريت على هذه الفئة العمرية وأظهرت تأثيرها السلبي على الصحة العقلية والنفسية وضعف البصر بسبب الاستخدام المفرط لها.
ودعت إلى تمويل الأبحاث التي تعطي النتائج الحقيقة للآباء والأمهات حول السن المالي للطفل عند البدء بإستخدام التكنولوجيا بأنواعها المختلفة لتفادي تأثيراتها السلبية على المجتمع مشيرة إلى ضرورة عدم اتاحة الفرصة للأطفال دون سن العاشرة بإستخدام الهاتف النقال ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي قد يتعرض خلالها الأطفال الى مختلف أنواع العنف والسلوكيات التي تمس طفولته.
وطالبت بوجود قوانين تمنع الأطفال من فتح حسابات لهم على بعض وسائل التواصل الاجتماعي لحمايتهم من أي خلل يطرأ على نموهم وتطورهم العقلي والنفسي مشيرة إلى أخلاقيات التعامل مع الفضاء الالكتروني والخصوصية في هذا الفضاء الرحب وأهمية تصميم الانترنت والتفكير في خلق مجتمعات الكترونية أفضل وتصميم تكنولوجيا مفيدة للجميع.
وأشارت ماري ايكين إلى الجهود الرائدة لدبي في المجال الالكتروني والتي تعمل جاهدة على خلق مجتمع الكتروني سعيد وتقديم خدمات متميزة للمتعاملين من خلال الإستغلال الأمثل للتكنولوجيا لخدمة المجتمع.
كما استعرض المنتدى في جلساته اليوم مسيرة ولاية أوكلاهوما الأمريكية وجهودها الناجحة في مجال الحد من معدلات البدانة التي وصلت الى معدلات مرتفعة لدى غالبية السكان وأثرت بشكل سلبي على نمط الحياة لدى السكان.
وتحدث ميك كورنيت عمدة ولاية أوكلاهوما خلال مشاركته بالمنتدى عن الجهود التي قامت بها الولاية وجهوده الشخصية - كعمدة للمدينة - لمكافحة ظاهرة البدانة المتنامية في أوكلاهوما وحث الناس على إنقاص أوزانهم لتحسين نمط حياتهم بشكل أفضل وإزالة إسم المدينة من رأس قائمة المدن الأكثر بدانة في الولايات المتحدة.
وأشار إلى الموقع الخاص الذي أنشأه على الانترنت لهذا الغرض ليجد فيه السكان مختلف أنواع الحميات الغذائية التي تشمل مختلف العناصر الغذائية المتكاملة لتخفيف الوزن والحصول على الرشاقة المطلوبة والنصائح الطبية المتعلقة بذلك ودعوة الناس للإستفادة منه خاصة وانه يتيح لأعضائه الإطلاع على روابط لمواقع أخرى على الانترنت متخصصة في النظم الغذائية والرياضة الصحية مشيرا إلى النجاح الذي حققه الموقع من خلال عدد المسجلين به والذي وصل عام 2012 إلى أكثر من 47 الف شخص التزموا بإنقاص أوزانهم.
ونوه إلى الدور الذي قامت به مطاعم المدينة خلال هذه المبادرة في توفير وانتاج وجبات غذائية مناسبة للسكان وذات سعرات حرارية منخفضة لمساعدة الراغبين في انقاص أوزانهم على تحقيق اهدافهم في هذا المجال.
وتطرق عمدة أوكلاهوما إلى مساعيه الدؤوبة لتشجيع الناس على ممارسة الرياضة والجهود التي قام بها لتغيير وتصميم البنية التحتية في المدينة والتركيز على الناس أكثر من السيارات من خلال توفير وزيادة مسارات راكبي الدراجات الهوائية والمشي في المدينة وتوفير المساحات المسطحة لتحفيز الناس وتشجيعهم على التنزه وممارسة الرياضة والنشاط البدني بشكل عام.
وأشار إلى عوامل التحفيز المختلف التي تضمنها المبادرة بمساعدة وسائل الإعلام من خلال عقد المؤتمرات الصحفية التي تركز على قصص النجاح التي حققها الناس وقدرتهم على تخفيض أوزانهم لأكثر من 100 باوند واستعراض تجاربهم الناجحة للإستفادة منها.

التعليقات